منتديات تقاة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  فهرس المنتدىفهرس المنتدى  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 وقفات تربية في تفسير سورة لقمان مفيدة جدا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ام عبد الرحمن
صاحبة المنتدى
صاحبة المنتدى
ام عبد الرحمن


عدد المساهمات : 2536
نقاط : 19685
السٌّمعَة : 14
تاريخ التسجيل : 23/03/2011
العمر : 58

وقفات تربية في تفسير سورة لقمان  مفيدة جدا  Empty
مُساهمةموضوع: وقفات تربية في تفسير سورة لقمان مفيدة جدا    وقفات تربية في تفسير سورة لقمان  مفيدة جدا  Emptyالأحد ديسمبر 25, 2011 7:15 am


السلام عليكم ورحمة الله


وانا ابحر في عالم الانترنت وجدت هده الدروس واحببت ان يستفيد منها غيري

وجازا الله خيرا صاحب المجهود وتقبل منه
المحور الأول : مقصود السورة
المتأمل في سورة لقمان يجد أن مقصودها وموضوعها الرئيسي الذي تدور حوله هو (الحكمة )

[size=25]تكرر لفظ الحكمة فيها
أ- وصف الله كتابه بأنه حكيم في صدر السورة (الم- تلك آيات الكتاب الحكيم)
وجاء التعبير عن الآيات باسم الإشارة تلك للدلالة على ارتفاع مكانتها في بلاغتها ومعناها.
ب- وصف الله عزوجل نفسه بالحكمة وأنه الحكيم تبارك وتعالى فقال تعالى : "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم خالدين فيها وعد الله حقًا وهو العزيز الحكيم".
فهو الحكيم في أقواله وأفعاله وأقداره التي يجريها على العباد وله الحكمة البالغة سبحانه وبحمده.
ج- وصف الله عبد من عباده وهبه وآتاه الحكمة فقال تعالى: "ولقد آتينا لقمان الحكمة"ثم ذكرت الآيات بعضا من وصايا لقمان لابنه ، ومن تدبر وتفهم هذه الوصايا عرف حكمة هذا الرجل ورجاحة عقله..وحق للمرء أن يغبط الحكيم على عقله ، قال صلى الله عليه وسلم("لاحسد إلا في اثنين، رجل أتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، وآخر أتاه الله الحكمة فهو يقضى بها ويعلمها" رواه البخاري
الفائدة التربوية المستنبطة من مقصود السورة : نريد أن تبلغ بنا أعلى درجات الكمال البشري بأن نكون حكماء ، ومع أن الكمال عزيز إلا أنه من حق أنفسنا علينا أن نرقى بها للمعالي ونتطلع للكمال وأن لانرضى لها بالدون فلا يرضى بالدون إلا دني.

]size=25]المحور الثاني
ماهي الحكمة:عرفها ابن القيم في المدارج:
"فعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي في الوقت الذي ينبغي."
والتعريف الجامع لها: الإصابة في الأقوال والأفعال ووضع كل شيء في موضعه.


بمعنى أن الحكيم :
شخص مسدد في قراراته وأقواله وأفعاله ،عنده بُعد نظر ورجاحة عقل وعمق تفكير يجعله يستوعب الموقف الذي أمامه استيعابا صحيحا بحيث لا تصبح تصرفاته مجرد ردود أفعال سريعة ومتهورة ليست موزونة ولا محسوبة وتستغرقه اللحظة التي هو فيها ثم لايلبث أن يندم على ماقاله وفعله فهناك مواقف تمر على الإنسان من الحكمة أن يطأطئ لها رأسه حتى تمر ، وأخرى من الحكمة أن يتوارى قليلاً ويلتزم الصمت وثمت مواقف أخرى في الحياة الانسحاب الجيد فيها خيرٌ من المقاومة السيئة.
المحور الثالث : هل الحكمة موقوفة على الأنبياء والمرسلين؟
ليست الحكمة موقوفة على الأنبياء والرسل فقط بل هي هبة ومِنة وفضل من الله تبارك وتعالى يعطيها لمن شاء من عباده، في كل عصر وفي كل زمان ففضل الله ليس له حدود وباب الله مفتوح للعباد لكــــن المهم أن تكون أهلاً أن تلج هذا الباب.
المحور الرابع: الشخصية التي عرضتها السورة





من هو لقمان؟



عبد من عباد الله الصالحين آتاها الله الحكمة فكان علماً بين الناس يتناقلون أخباره وحِكمه ، عاش زمن داوود عليه السلام ، كان عبدا حبشياً أسود أفطساً عظيم الشفتين مشقق القدمين . قيل أنه مرَّ على داوود عليه السلام وهو يصنع الدروع ولم تكن الدروع معروفة آنذاك فكان كلما مر عليه أحدٌ من الناس يستعجل ويسأله ماهذا الذي تصنعه ياداوود ؟ إلاّ لقمان لم يسأله التزم الصمت ووقف متأملاً متعجباً فلما انتهى داوود عليه السلام منها لبسها وقال نِعم لبوس الحرب أنتِ عندها قال لقمان ( الصمت حكمة وقليل فاعله


يتبع
[/size]


عدل سابقا من قبل أم عبد الرحمن في الأحد ديسمبر 25, 2011 7:32 am عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://toqate.yoo7.com
ام عبد الرحمن
صاحبة المنتدى
صاحبة المنتدى
ام عبد الرحمن


عدد المساهمات : 2536
نقاط : 19685
السٌّمعَة : 14
تاريخ التسجيل : 23/03/2011
العمر : 58

وقفات تربية في تفسير سورة لقمان  مفيدة جدا  Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفات تربية في تفسير سورة لقمان مفيدة جدا    وقفات تربية في تفسير سورة لقمان  مفيدة جدا  Emptyالأحد ديسمبر 25, 2011 7:20 am

المحور الخامس:

ما أهم الصفات التي تميز بها لقمان وما علاقة هذه الصفات بالحكمة؟
من أهم ما تميز به لقمان:
1- تركه مالا يعنيه وطول صمته وقلة كلامه.. وكلها تدور حول معنى واحد وهو حفظ اللسان، إن عنوان سعادتك في هذه الدنيا أن تعيش وقد سلم منك المخلوقين وسلمت منهم أن تعيش معافي معافى منك.


لا تهمز ولا تلمز ولا تخوض ولا تغتاب ولا تُذيع ولا تنشر ولا تقذف، تعيش وأنت تعظم حرمات المسلمين وأعراضهم، تعيش وأنت تحمل (هم لسانك) فإن أكثر خطايا ابن آدم في لسانه.
يقول ابن قدامه رحمة الله: (كلما كان الإنسان ورعًا كان أسرع جوازًا على الصراط وأخف ظهرًا).
وإن أثقل ما يحمله العبد على كاهله يوم القيامة ذنوبه وخطاياه ومما يخفف هذا الحمل عليك أنه تكون ورعًا وأهم هذا الورع ورع لسانك.
ووصايا نبينا عليه الصلاة والسلام في هذا الأمر واضحة جلية (كفُ عليك هذا..) (من صمت نجا) (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت).
أم المؤمنين زينب رضي الله عنها في حادثة الإفك التي اتهمت فيها السيدة عائشة رضي الله عنها يسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقول: "يا رسول الله احمي سمعي وبصري والله ما علمتُ عليها إلا خيرًا".

بالرغم من أن زينب كانت أكبر منافسة لعائشة فكانت تساويها في المنزلة عند رسول الله لكن الإيمان والورع إذا وُجدَ في القلب حمى صاحبه.
حفظ اللسان فضيلة تطلب وغاية يسعى إليها كان السلف يربون أنفسهم عليها يقول مورق العجلي أمر أنا أطلبه منذ عشر سنين ولم أقدر عليه ولستُ بتارك طلبه، قالوا: ماهو يا أبا المعتمر؟ قال: الصمت عما لا يعنيني.
- دُخِلَ على أبي دجانة رضي الله عنه وهو مريض وكان وجهه يتهلل، فقيل له: مالِ وجهك يتهلل؟ فقال: "ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، والأخرى كان قلبي للمسلمين سليمًا".
تحفة العلماء بترتيب سير النبلاء ص 595
- الإمام البخاري رحمه الله بلغ من حفظه للسانه أنه كان يقول "إني لأرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدًا" وقد مات وعمره ثلاث وستون عامًا؟ المصدر السابق ص 614
أمسكوا جوارحهم وكفوها عن المعصية فأطلقها الله في طاعته... جزاءً وفاقًا.




ما العلاقة بين حفظ اللسان والحكمة؟
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من ترك فضول الكلام مُنح الحكمة ومن ترك فضول النظر مُنح خشوع القلب"

رأس الحكمة الصمت وباب الحكمة اللسان
فإذا ضُيع الباب دخل فيه من لا تُريده أن يدخل؟
ومن وصايا لقمان لابنه: "يا بني اختم على فيك كما تختم على ذهبك وفضتك".
2- كثرة عبادته قال ابن كثير عن لقمان أنه رجل ذو عبادة.
ما العلاقة بين كثرة العبادة وبين أن يُرزق الإنسان الحكمة؟
يقول ربنا في الحديث القدسي: (...ولا يزال عبدي يتقرب إليِّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها...) رواه البخاري.
كثرة النوافل تجلب محبة الله للعبد، والله عز وجل إذا أحب عبدًا تولاه، وإذا تولاه سدده وأعانه وحفظه ونصره. يصبح لهذا العبد قرب خاص ومعية خاصة يرزقه الفهم والحكمة والبصيرة والفراسة وحسن الاختيار، يجعل له نورًا في قلبه يميز به بين الحق والباطل وبين ما يضره وما ينفعه.
(يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانًا...).
فهذا الفرقان هبة من عند الله يرزقه الله من يشاء من عباده

3- صفاء سريرته وطهارة قلبه:
عن مجاهد: "أن لقمان قال لرجل ينظر إليه إن كنت تراني غليظ الشفتين فإنه يخرج من بينها كلام رقيق، وإن كنت تراني أسود فقلبي أبيض"
هذا الأثر يفهمك ما معنى أن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أعمالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم، وما معنى أن القلب هو محل نظر الرب، ويفهمك أيضًا كلام الحسن حين قال: "داو قلبك فإن حاجة الله إلى العباد صلاح قلوبهم" جامع العلوم والحكم ص 76.

إن كل من أصلح سريرته وزكى باطنه وطهر قلبه رأى من فضل الله وتوفيقه وعطاياه ومنحه ما لا يخطر له على بال.
تأمل هذا الاختيار لعبدٍ أسود لا حسب ولا نسب ولا مال ولا جاه ولا سلطان لكن ربه اختاره من فوق سبع سموات واصطفاه واجتباه ورزقه الحكمة، واعلم أن كل من رأيته ساد أو كمل أو شرف من الخلق فمرجع الأمر ومرده وعلته تكمن في قلب ذلك العبد المرزوق. (ألا إن في الجسد مضغة...).

4- يكثر الخلوة ويديم الجلوس لوحده:
روي أنه مولاه لقمان قال له: أنك تديم الجلوس لوحدك فلو جلست مع الناس كان أنس لك. فقال: "إن طول الجلسة أفهم للفكر وطول الفكر دليل على طريق الجنة" .
هذا الجلوس وهذه الخلوة تفهمك مقام التبتل الذي ورد في سورة المزمل (واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلاً).
التبتل: هو الانقطاع، الانقطاع إلى الله بالعبادة، والانفراد به، الانقطاع عن المخلوقين، وعن الدنيا وشواغلها وصوارفها وعلائقها، والعبد إذا قرت عينه بالله أقبل على الله في خلواته، وأنس بهذا الانقطاع، وفرح به. يراه نعمة من الله عليه ومنة من الله عليه كونه أن الله عز وجل يمنحه وقتًا ينقطع فيه عن المخلوقين وينفرد فيه لخدمة الخالق، يشعر أن الله يدنيه، وأن الله يقَّربه فيجد في قلبه لذة لا يجدها وهو منغمس مع الناس في دنياهم.
ثم إن هذه الخلوات تفتح للعبد باب الخفاء، باب أعمال السر وهي أعظم ما يقرب العبد لربه قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب العبد التقي النقي الخفي" رواه مسلم.
قال مالك بن دينار: (من أراد أن يفتح الله عين قلبه فليكن عمله في السر أكثر من عمله في العلانية، لأن عمل السر منيع والإخلاص منبع الحكمة

يتبع


عدل سابقا من قبل أم عبد الرحمن في الأحد ديسمبر 25, 2011 7:22 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://toqate.yoo7.com
ام عبد الرحمن
صاحبة المنتدى
صاحبة المنتدى
ام عبد الرحمن


عدد المساهمات : 2536
نقاط : 19685
السٌّمعَة : 14
تاريخ التسجيل : 23/03/2011
العمر : 58

وقفات تربية في تفسير سورة لقمان  مفيدة جدا  Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفات تربية في تفسير سورة لقمان مفيدة جدا    وقفات تربية في تفسير سورة لقمان  مفيدة جدا  Emptyالأحد ديسمبر 25, 2011 7:21 am

قال تعالى: "ولقد ءاتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد" لقمان آية 12.
الحكمة نعمة تستحق الشكر ومن الحكمة أن تشكر ربك.
قال ابن القيم:
الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناءً واعترافًا وعلى قلبه شهودًا ومحبة وعلى جوارحه انقيادًا وطاعة. مدارج السالكين (2/244)
هذا التعريف الرقيق للشكر ماذا يعلمك؟ وعلى ماذا يربيك كمتدبر لكتاب الله؟؟
أنه إذا منَّ الله عليك (بفضل، بعلم، بإنجاز، بأمر) فاعلم يقينًا أنه لولا توفيق الله وتيسيره ومعونته لما تمَّ لك هذا الأمر، فالله عز وجل هو سبب الأسباب وهو الذي هيئها لك ويسرها وساقها لك، وهو الذي نفعك بها فالفضل كله لله من قبل ومن بعد.



إذا رمت سهامُ العزم صائبةً .... فما رميت ولكنَّ الله راميها
فإذا أدركت هذا المعنى جيدًا ورسخ في قلبك تضاءلت أمام نفسك وتلاشت نفسك أمامك وألجمتها بلجام التقوى، تأمّل في قصة ذي القرنين هذا الملك الذي مُكّن له في ملكه وآتاه الله من كل ما يؤتى الملوك، بعد أن بنى ذلك السد العظيم، من حديد ونحاس، لا من حجارة وطين، وانتهى من البناء، وقف أمام هذا الإنجاز الهائل واجتمعت له نشوة الملك ونشوة الإنجاز وتحقيق الهدف وكلاهما يوجد في النفس ما يوجده من عظمة وعزة وفخر وإعجاب، هنا يأتي التواضع الذي لا يقدر عليه إلاَّ الصالحون من عباد الله تواضع العارفين الذين أدركوا أن هذا محض فضل الله عليهم، فقال: هذا رحمة من ربي وتقدير كلامه، لولا أن الله ساقني إليكم ما حصل هذا البناء، ولولا أن الله ألهمكم أن تسألوني بناء السد لما بنيته، ولولا أن الله ألهمني ووفقني لفكرة بنائه بالحديد والنحاس لما وقفت، فكل هذا رحمة وفضل وتوفيق من الله، هذا الاعتراف هو شكر لله ورد للنعمة إلى منعمها على وجه الخضوع والامتنان.

قال أبو عمرو الشيباني: قال موسى عليه الصلاة والسلام يوم الطور: يا رب إن أنا صليت فمن قبلك؟ وإن أنا تصدّقت فمن قبلك؟ وإن أنا بلغت رسالتك فمن قبلك؟ فكيف أشكرك؟؟ قال: الآن شكرتني. جامع العلوم والحكم (240)

وعند أبي الجلد قال: قرأتُ في مسألة داود عليه السلام أنه قال: يا رب كيف لي أن أشكرك، أنا لا أصل إلى شكرك إلا بنعمتك؟ قال: فأتاه الوحي أن يا داود أليس تعلم أن الذي بك من النعم مني؟ قال: بلى، قال: فإني أرضى بذلك منك شكرًا وطالما أن العبد شاكر معترف بفضل الله عليه، وأن الله هو الذي منحه وأعطاهُ وفضّله وأسبغ عليه فإن الله سيُبقي عليه هذه النعمة ويزيدها له ويبارك له فيها.
قال تعالى:
"وإذ تأذن ربك لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد"
(إبراهيم 7)
قال الحسن البصري:

(إن الله ليُمتّع بالنعمة ما شاء، فإذا لم يُشكر عليها قلبها عذابًا ولهذا كانوا يسمّون الشكر: الحافظ لأنه يحفظ النعم الموجودة والجالب: لأنه يجلب النعم المفقودة) عدة الصابرين 122.

وقال كعب الأحبار:
(ما أنعم الله على عبدٍ من نعمةٍ في الدنيا فشكرها لله وتواضع بها لله إلا أعطاه الله نفعها في الدنيا ورفع له بها درجةً في الآخرة وما أنعم الله على عبدٍ نعمةً في الدنيا فلم يشكرها لله ولم يتواضع بها لله إلاِّ منعهُ الله نفعها في الدنيا وفتح له طبقات من النار يعذبه إن شاء أو يتجاوز عنه) عدة الصابرين 145.



ثم ختمت الآية بقوله: "فإن الله غني حميد".
الغنى صفة كمال
والحمد صفة كمال
واجتماع الغنى مع الحمد كمال آخر، فله ثناء من غناه، وثناء من حمده، وثناء من اجتماعها. النهج الأسمى (2- 62).


يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://toqate.yoo7.com
ام عبد الرحمن
صاحبة المنتدى
صاحبة المنتدى
ام عبد الرحمن


عدد المساهمات : 2536
نقاط : 19685
السٌّمعَة : 14
تاريخ التسجيل : 23/03/2011
العمر : 58

وقفات تربية في تفسير سورة لقمان  مفيدة جدا  Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفات تربية في تفسير سورة لقمان مفيدة جدا    وقفات تربية في تفسير سورة لقمان  مفيدة جدا  Emptyالأحد ديسمبر 25, 2011 7:25 am

المحور السابع:
وقفة مع قول الله تعالى: (وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني...) الآية.
أ) ما هو الوعظ؟
هو أن تنصح وتخلص في النصيحة وتجمع في هذه النصيحة بين الترغيب والترهيب.
قال الراغب: النصح: تحري فعل، أو قول، فيه صلاح صاحبه. المفردات
(494)
والنصح مأخوذ من معنيين:


من الناصح وهو الخياط
والنَّصاحُ: هو الخيط الذي يُخَاطُ به.
والمنصِحة: هي الإبرة.
فكما أن الإبرة تسلم شعث الثوب المقطوع فالناصحُ يسلمُ ويستر ما ظهر من عيوب وعورات أخيه.

ومن قولهم: نصح العسل أي أخلصُه وصفاه.
ناصح العسل: خالصه الذي لا يتخلله ما يشوبُه.
وقال الأصمعي: الخالص من العسل وغيره وكل شيء خَلَصَ فقد نَصَح. نصرة النعيم
(8/3489).

الوقفة التربوية المأخوذة من معنى النُصح:
من تأمل في المعنيين السابقين وجد أن الناصح لابد أن تجتمع فيه صفتين: أن يكون مخلصًا صافي القلب صافي السريرة وأن يكون ساترًا.

أولاً: الصدق في النصح والإخلاص فيه ويعتبر ضابط مهم جدًا في قضية الوعظ والتوجيه والتعليم ومعناه: أن يقوم في قلب الناصح إرادة مصلحة المنصوحين حقيقة.
فينصحهم نصح من يرحم حالهم ويقيل عثراتهم ويشفق بهم ويريد صلاحهم، قال الحسن البصري رحمه الله: "ما زال لله تعالى نصحاء، ينصحون لله في عباده، وينصحون لعباد الله في حق الله، ويعملون لله تعالى في الأرض بالنصيحة، أولئك خلفاء الله في الأرض" نضرة النعيم

وكلما كنت صادقًا في نصحك نفع الله بكلامك وأثَّر ما تقوله في المنصوح ولو بعد حين.


إذا أحبَّ الله باطن عبدهِ ...... ظهرت عليه مواهب الفتّاح
وإذا صفت لله نيةُ مصلح....... مال العبادُ إليه بالأرواح

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://toqate.yoo7.com
ام عبد الرحمن
صاحبة المنتدى
صاحبة المنتدى
ام عبد الرحمن


عدد المساهمات : 2536
نقاط : 19685
السٌّمعَة : 14
تاريخ التسجيل : 23/03/2011
العمر : 58

وقفات تربية في تفسير سورة لقمان  مفيدة جدا  Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفات تربية في تفسير سورة لقمان مفيدة جدا    وقفات تربية في تفسير سورة لقمان  مفيدة جدا  Emptyالأحد ديسمبر 25, 2011 7:26 am

ثانيا: الستر
قال المنذري: الستر على المسلم تغطية عيوبه وإخفاء هناته.

والستر صفة يحبها الله تعالى، جاء في الحديث: (إن الله حييُُّ ستيِّرُ يُحبُ الحياء والستر)
ماعز بن مالك رضي الله عنه لما جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله طهرني فقال: (ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه) فرجع غير بعيد ثم جاء وقال: يا رسول الله طهرني فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم- مثل ذلك وفي المرة الرابعة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمَ أُطهّرك؟


قال: من الزنا، فقال عليه الصلاة والسلام: أبه جنون؟ فأُخبر أنه ليس مجنون، (أشرب خمرًا)؟؟ فقام رجلاً فاستنكهه فلم يجد رائحة الخمر. فقال رسول الله صلى الله عليه: أزنيت؟ قال: نعم فأمر به فرُجم.
ثم قال عليه الصلاة والسلام لهزال وهو الذي أشار على ماعز بالذهاب للنبي صلى الله عليه وسلم والاعتراف بين يديه بالزنا- قال له: "لو كنت سترته بثوبك لكان خيرًا لك مما صنعت به"
وكل هذا حث على المبالغة بالستر وأن الستر أولى من الاعتراف فإن الله يقبل التوبة عن عباده ويحب التوابين.

رُوي أن امرأة أخبرت السيدة عائشة رضي الله عنها بذنب، فأعرضت بوجهها وقالت: "يا نساء المؤمنين إذا أذنبت إحداكنَّ ذنبًا فلا تخبرنًّ به الناس، ولتستغفر الله، ولتتب إليه فإن العباد يُعيّرون ولا يغيرون وإن الله يُغيِّر ولا يُعيِّر"
والشريعة كما ألزمت المسلم بالستر على نفسه ألزمته بالستر على غيره، قال صلى الله عليه وسلم: (لا تؤذوا عباد الله ولا تعيّروهم ولا تطلبوا عوراتهم فإن من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته) رواه أحمد.
قال صلى الله عليه وسلم: (ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة) البخاري .

وبقدر سترك على معايب الناس يُوقع الله الستر على معايبك جزاًء وفاقًا والمؤمن الصادق في نصحه كل غايته أن يزيل عيب أخيه، وأن يحوطُه ويوجهه لا أن يفضحه ويشهر به ويجرحه ويعيره وشتان شتان كما يقول ابن رجب: "بين من قصده النصيحة وبين من قصده الفضيحة". الفرق بين النصيحة والتعبير .
فالمصدور ينفثُ بما في صدره، وكما يقول الفضيل بن عياض رحمه الله: "المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويعيّر" جامع العلوم والحكم.

ومن أراد الاستزادة فليرجع لكتاب (الستر على أهل المعاصي). للشيخ خالد بن عبد الرحمن الشايع فهو كتابُُ عظيم النفع كثير الفوائد.

ب) أسلوب الوعظ:
الأسلوب له أثر بالغ في التربية فالناس لا تريد من يمارس عليها أسلوب القهر والضغط والإجبار وكأنه يحمل الوصاية على الخلق أجمع!!!
تأمل حسن التودد في أسلوب وعظ لقمان لابنه وهو يقول له: (يا بنيّ - يا بنيّ)
هذا التصغير تصغير تودد، يشعر بالقرب واللطف والرفق والحنّو. وبه يصبح قلب من أمامك مهيأ لك، عنده استعداد أن يسمع منك بمعنى أن الطريق إلى هذا القلب صار مفتوحًا والكلمة إذا وجدت في القلب محلاً نفعت!!.

انظر لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أرحم الخلق بالخلق وأشفق الخلق بالخلق كيف علّم ووعظ صحابته، هاهو يأخذ بمنكب معاذ ثم يقول له: يا معاذ إني أحبك وكل هذا تتودد وتلطف ورفق ورحمة حتى ينفتح قلب معاذ ويصبح للكلام أثرًا، ثم يأتي التعليم بعد ذلك (لا تدع دبر كلا صلاةٍ أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).
إنًّ أهم وأعظم وأول تمكّين أن يمكَّن لك في القلوب، فلا يمكن للإنسان أن يقبل الناس كلامه وينتفعون بما يقوله إلاَّ إذا مُكن له في قلوبهم وهذه القلوب لا تُشترى بالمال!! وإنما جُبلب القلوب على حب من أحسن وتلطف وتأدب معها ورفق بها فالله يقول: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك...)

انتهى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://toqate.yoo7.com
 
وقفات تربية في تفسير سورة لقمان مفيدة جدا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» افكار مساعدة في تربية الطفل تربية محمودة
» تربية الابناء في الاسلام
» فضل سورة الفاتحة
» خطأ شائع فى قراءة سورة التكاثر
» خريطة ذهنية حفظ سورة البقرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تقاة :: الأقـســـــــام الإســــــلامـيـــــــة :: منتدى القــــرآن الـكـريـــــــم وعلومة :: ركـــــــــــــــن التفسيــــــــــــــــــــر-
انتقل الى: