بسمه امل مشرفة عامة
عدد المساهمات : 682 نقاط : 15898 السٌّمعَة : 19 تاريخ التسجيل : 28/03/2011 العمر : 45
| موضوع: تفسير سوره الكافرون الأربعاء سبتمبر 28, 2011 6:56 pm | |
| قال الدكتور "طنطاوي" في تفسير سورة "الكافرون":
"أي: قل -أيها الرسول الكريم- لهؤلاء المشركين الذين جاؤوك ليساوموك على أن تعبد آلهتهم مدة، وهم يعبدون إلهك مدة أخرى.. قل لهم على سبيل الحزم والتأكيد: (لا أَعْبُدُ) أنا الذي تعبدونه من آلهة باطلة، (وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ) الإِله الحق الذي أعبده؛ لجهلكم وجحودكم وعكوفكم على ما كان عليه آباؤكم من ضلال.
وافتتحت السورة الكريمة بفعل الأمر: (قُلْ)؛ للاهتمام لما سيأتي بعده من كلام المقصود منه إبلاغه إليهم، وتكليفهم بالعمل به. ونودوا بوصف الكافرين؛ لأنهم كانوا كذلك، ولأن في هذا النداء تحقيرًا واستخفافـًا بهم.
و(مَا) هنا موصولة بمعنى: الذي، وأوثرت على "مَن" لأنهم ما كانوا يشكُّون في ذات الآلهة التي يعبدونها، ولا في ذات الإله الحق الذي يعبده النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ وإنما كانوا يشكُّون في أوصافه -تعالى-، من زعمهم أن هذه الأصنام ما يعبدونها إلا من أجل التقرب إليه، ويقولون: (هؤلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ الله) (يونس:18)، مع أن الله -تعالى- منزَّه عن ذلك، فالمقصود من (مَا) هنا: الصفة، وليس الذات، فكأنه قال: لا أعبد الباطل الذي تعبدونه، وأنتم لجهلكم لا تعبدون الإله الحق الذي أعبده.
وقوله -تعالى-: (وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ . وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ) تأكيد وتقرير لما اشتمل عليه الكلام السابق. و(مَا) هنا مصدرية، فكأنه قيل: ولا أنا عابد عبادتكم، ولا أنتم عابدون عبادتي.
فالآيتان السابقتان تنفيان الاتحاد بينه -صلى الله عليه وسلم- وبينهم في المعبود، وهاتان الآيتان تنفيان الاتحاد في العبادة، والمقصود من ذلك المبالغة التامة في البراءة من معبوداتهم الباطلة ومن عبادتهم الفاسدة، وأنه -صلى الله عليه وسلم- ومَن معه من المؤمنين لا يعبدون إلا الله -عز وجل-، وهم بذلك يكونون قد اهتدوا إلى العبادة الصحيحة.
وقوله -تعالى-: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) تذييل مؤكد لما قبله، والدين: يطلق بمعنى العقيدة التي يعتقدها الإِنسان يدين بها، وبمعنى: الملة التي تجري أقواله وأفعاله على مقتضاها، وبمعنى: الحساب والجزاء، ومنه قولهم: دنت فلانـًا بما صنع، أي: جازيته على صنيعه.
واللفظ هنا شامل لكل ذلك، أي: لكم -أيها الكافرون- دينكم وعقيدتكم التي تعتقدون ولا تتجاوزكم إلى غيركم من المؤمنين الصادقين، فضلاً عن رسولهم ومرشدهم -صلى الله عليه وسلم-، ولي ديني وعقيدتي التي هي عقيدة التوحيد، والتي بايعني عليها أتباعي المؤمنون، وهي مقصورة علينا، وأنتم محرومون منها، وسترون سوء عاقبة مخالفتكم لي.
وقدم -سبحانه- المسند على المسند إليه؛ لإِفادة القصد والاختصاص، فكأنه قيل: لكم دينكم لا لغيركم، ولي ديني لا لغيري، والله -تعالى- هو أحكم الحاكمين بيني وبينكم.
وبذلك نرى السورة الكريمة قد قطعت كل أمل توهَّم الكافرون عن طريقه الوصول إلى مهادنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإلى الاستجابة لشيء من مطالبهم الفاسدة، وإنما هو -صلى الله عليه وسلم- بريء براءة تامة منهم، ومن معبوداتهم وعباداتهم.
وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم". انتهى كلام الدكتور "طنطاوي" من "تفسيره الوسيط". | |
|
ام عبد الرحمن صاحبة المنتدى
عدد المساهمات : 2536 نقاط : 20297 السٌّمعَة : 14 تاريخ التسجيل : 23/03/2011 العمر : 58
| موضوع: رد: تفسير سوره الكافرون الأحد سبتمبر 02, 2012 6:31 am | |
| جازاك الله كل خير يا نوسة وجعلها في ميزان حسناتك ارجوك لا تغيبي عنا
| |
|