بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
لا تعلمي أبناءك الخجل ….علميهم الحياء لا شك أن كل أم و كل أب يتمنى أن يرى أبناءه من أفضل الخلق
على وجه الأرض و يحبان النجاح و السعادة لأبنائهما .
و كل منا يسعى لتربية أبنائه و تنشئتهم تنشئة صالحة
تجعلهم من الفائزين بالسعادة في الدنيا و الجنة في الآخرة .
وتربية أبنائنا تفرض علينا أن نغرس فيهم القيم
و الصفات و السلوكيات الفاضلة
كما تفرض علينا أن نخلصهم من بعض الصفات
و السلوكيات السلبية و السيئة .
و في هذا الموضوع اخترت أخواتي أن نطرح معا موضوع الخجل و الحياء .
لنتعرف أولا على الخجل :
الخجل عادة ينشأ منذ الصغر و ينمو مع الانسان
و قد يصل الى حالة مرضية أحيانا .
وهو سلوك يصدر من الطفل فيشعر بالضيق
لأنه أخطأ أو في موقف محرج
و الطفل الخجول عادة يتحاشى الآخرين
و لا يثق بالغير و هو متردد و لا يميل لمشاركة الآخرين
و يخير الصمت أو الحديث المنخفض و الانزواء
و يختفي خلف المقاعد و الستائر عند مجابهة الغرباء.
أما الحياء فهو :
صفة بشرية حبا الله بها الانسان و هي ضرورية و مطلوبة
و الحياء هو التزام مناهج الفضيلة و آداب الاسلام.
و الحياء شعبة من شعب الايمان
كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
”الايمان بضع و ستون شعبة و الحياء شعبة من الايمان .”
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني
المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 466
خلاصة حكم المحدث: صحيح
و قال صلى الله عليه و سلم :”ان الله حيي ستير يحب الحياء و الستر .”
الراوي: يعلى بن أمية المحدث: النووي
المصدر: الخلاصة - الصفحة أو الرقم: 1/204
خلاصة حكم المحدث: صحيح
و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم أشد حياء
و كان اذا كره شيئا عرفه الصحابة في وجهه
و كان اذابلغه عن أحد من المسلمين ما يكرهه لم يوجه له الكلام
و لم يقل : ما بال فلان فعل كذا و كذا
بل كان يقول : ما بال أقوام يصنعون كذا دون أن يذكر اسم أحد
حتى لا يفضحه و لم يكن الرسول صلى الله عليه و سلم
فاحشا و لا متفحشا و لا صخابا في الأسواق .
و الفرق بين الحياء و الخجل شاسع
ذلك لأن الحياء فضيلة و صفة محمودة
و معناها أن يترفع الانسان عن المعاصي و الآثام
و أما الخجل فهو العكس فانه منقصة و ذلك لشعور الطفل
بقصوره أمام الآخرين فلا يطالب بحقه لخجله
و لا يقول كلمة الحق لخجله و لا يتحدث أمام الآخرين
لشعوره بالخجل .
و ما يهمنا في هذا الموضوع أننا نريد أن نتعاون
و نستفاد من تجارب بعض وكيف ممكن أن نخلص أبناءنا من صفة الخجل
و كيف يمكننا أن نغرس في فلذات أكبادنا صفة الحياء .
من خلال تجربتي الخاصة مع أبنائي
حاولت أن أنزع من قلوبهم الخجل الذي كنت أعانيه في طفولتي
و الحمد لله أبنائي لا يملكون الخجل المذموم
فأرى ابنتي اليوم تلقي قصيدة أمام جموع غفيرة و بكل حماس و قوة و شجاعة .
أتعمد أن يلقوا كل ما يحفظوه سواء من القرآن
أو القصائد و الأحاديث النبوية أمام الأصدقاء
و حتى بالهاتف مع العائلة فيجدون الاطراء من الجميع
فحتى الصغير ابن السنتين يريد هو كذلك أن يلقي علينا ما عنده
و أترك له المجال ليقول ما يريد بلغته .
و في البيت نقوم بتمثيل بعض الأدوار
فيأخذ الصغير دور المعلم ليعلمنا و دور الامام في المسجد و دور قائد الجيش
و أجدهم يستمتعون حتى في تدريسهم
أطلب من الصغير أن يقف على الكرسي
ليلقي علينا ما حفظ أو يقرأ درسه و في النهاية نصفق له .
و أحيانا أطلب من أحد الأبناء أن يستفسر عن بضاعة ما
في احدى المحلات أو أطلب منه أن يقوم بدفع ثمن المشتريات .
و مهم أن لا يقال للطفل بأنه خجول
لأنه عندما يكبر يبقى كلام الأهل الذي يطلقونه عليه مطبوعا
في ذهنه مما يجعله يصدق هذه الصفة في نفسه .
و مهم كذلك عدم انتقاد الطفل أمام الآخرين
أو وصفه بأي صفة سلبية و خاصة أمام أقرانه .
و أما بالنسبة لغرس خلق الحياء
فهي مجموع صفات و سلوكيات و آداب الانسان المسلم .
نعلم أبناءنا توقير الكبير فلا يتكلم أمام الكبار الا بأدب و بصوت منخفض
حتى و لو أخطأ أحد كبير معهم .
و في الأماكن العامة أطلب منهم السماح للأكبر سنا
أن يجلسوا على المقاعد و يتنازلوا عن دورهم في الطابور لكبار السن ….
و أغرس فيهم و أعودهم على غض البصر و الحياء في ملابسهم
منقول
اللهم تقبل منا صالح الأعمال و اجعلها خالصة لوجهك الكريم
اللهم اجعل اخر كلامي في الدنيا ...لا اله الا الله محمد رسول الله
صلى الله و سلم و بارك على سيدنا ونبينا محمد
وعلى آله و صحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين