موضوع: صفة القلقلة في علم التجويد الثلاثاء فبراير 18, 2014 7:17 am
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين، كنا قد درسنا كيفية خروج الحرف العربي، وميكانيكية خروج هذا الحرف، وفرقنا يا أخوة بين خروج الحرف العربي وهو ساكن، وقلنا بأن ذلك يتم بالتصادم بين طرفي عضو النطق هكذا مثلاً، (أَمْ)، عند نطقنا بالميم الساكنة، وأن الحرف العربي المتحرك يخرج بالتباعد بين طرفي عضو النطق هكذا، (مَ، مُ،مِ)، سواء كانت هذه الحركة فتحة أو ضمة أو كسرة، فإن طرفا عضو النطق أي يكونان في حالة التصاق ثم يبتعدان عن بعضهما، يصاحب هذا التباعد، انفتاح للفم مادام الحرف مفتوحاً، هكذا، (مَ)، ويصاحبه انضمامٌ للشفتين إن كان الحرف مضموماً، هكذا، (مُ)، ويصاحبه انخفاضٌ للفك السفلي إلى أسفل عند النطق بالحرف المكسور، هكذا، (مِ)، أما الحرف الساكن فكما قلنا يخرج بالتصادم بين طرفي عضو النطق.
لكن العرب كانوا يخرجون خمسة أحرف في لغتهم، إذا كانت ساكنة بالتباعد بين طرفي عضو النطق مع كونها ساكنة، مشبهة في ذلك الحروف المتحركة.
هذه الخمسة هي، القاف والطاء والباء والجيم والدال، جمعوها بقولهم: (قطب جد)، هذه التي تسمى بحروف القلقلة، هذه الخمسة يا أخوة، خالفت القاعدة الأصلية، عند سكونها لا تخرج بالتصادم، يعني الباء إذا كانت ساكنة لا تقول العرب، (أَبْ)، هكذا بالتصادم، وإنما يقولونأَبْ)، يعني يخرجونها بالتباعد بين طرفي عضو النطق، هكذا، (أَبْ)، تبتعد الشفتان كأن الحرف متحرك مع كونه ساكن، هذه الخمسة فقط، بدل أن يقولوا، (أطْ)، يقولون، (أطْ)، بدل أن يقولوا، ( أجْ)، في الجيم، يقولون، (أجْ)، بدل أن يقولوا، ( أدْ)، في الدال يقولون، (أدْ)، بالتباعد بين طرف اللسان و ما يحاذيه من مخرج الدال، هكذا، (أدْ)، ولا ينطقونها، (أدْ)، لا يقولون، (قل هو الله أحدْ)، لا تفعل العرب ذلك بل يقولون، (أحدْ، الله الصمدْ)، هكذا بالتباعد بين طرفي عضو النطق.
إذاً خمسة أحروف في لغة العرب حالة سكونها تخرج بالتباعد بين طرفي عضو النطق لا بالتصادم مخالفة للقاعدة الأصلية، سمى العلماء هذا العمل القلقلة، وإنشاء الله نشرحه في درسنا القادم، ننظر على الشاشة فنجد تعريف القلقلة في اللغة وهي: الحركة والاضطراب، وعند المجودين هي إخراج حرف القلقلة حالة سكونه، ونؤكد على حالة السكون بالتباعد بين طرفي عضو النطق دون أن يصاحبه انفتاح للفم أو انضمام للشفتين أو انخفاض للفك السفلي، والأحرف التي تقع فيها هذه الصفة خمسة جمعهم العلماء بقولهم، (قطب جد)، هذه الخمسة إذاً تخرج بالتباعد كما قلنا ولا تخرج بالتصادم، هكذا مثالاً في سورة الفلق (الفلق، وقب، حسد)، لا يقولون، (الفلق وقب، حسد)، لا تفعل العرب ذلك، بل يخرجونه بالتباعد كما ذكرنا، وسموا هذا العمل بالقلقلة ونشرح في الدرس القادم لما سمي بالقلقلة إن شاء الله. هل أداء القلقلة واحداً إذا كان الحرف موقوف عليه أو كان حرف القلقلة في وسط الكلمة؟ يختلف الأداء قليلاً، العلماء رحمهم الله بينوا وميزوا الفرق بين نطق حرف القلقة إن كان أخر حرفٍ في الكلام، وبين إن كان نطقه إن كان ضمن الكلام، يعني مثلاً لما يقول الفم: قل هو الله أحد، أحدْ، ليس بعد الدال حرف، فالدال وقلقلتها تخرج واضحة جلية، لكن لما يقول الفم: لم يلد ولم يولد، يلدْ، الفم مباشرة يريد أن يتهيأ إلى الواو التي بعد الدال، فلذلك تكون القلقلة أقل وضوحاً من، (ولم يولد)، الدال الثانية التي وقفنا عليها.
إذاً عندما يكون حرف القلقة وسط الكلام أو الكلمة يكون وضوحه أقل، لذلك قسم العلماء مراتب القلقة إلى مرتبتين كما نرى في اللوحة، القلقلة تكون كبرى وتكون صغرى، تكون القلقلة كبرى عندما يكون حرف القلقلة موقوفاً عليه وذلك نحو قوله تعالى، (ولم يولد، الفلق، الحساب)، لأن ليس بعد حرف القلقلة شيء فيخرج الحرف واضحاً جلياً، أما إن كان حرف القلقلة وسط الكلمة والكلام فيسمي العلماء تلك القلقلة صغرى وهو حرف القلقلة في تلك الحالتين مقلقل لكن وضوحه أكبر إن لم يكن بعده شيء، القلقلة الصغرى من أمثلتها القاف من كلمة، (يقطعون)، والدال من كلمتي، (قد أفلح)، لأن الفم ينطق الدال وينتقل مباشرة إلى نطق الهمزة من كلمة أفلح، والله أعلم.
القلقلة الكبرى والصغرى، واضحة جلية في كلتا الحالتين لكن الأمر دائر بين واضح وأوضح، مثلاً: (أقرأ باسم ربك الذي خلق)، هذا المقطع فيه قافين، القاف من كلمة أقْرأ، والقاف من كلمة، الفلق، كلمة، (أقْرأ)، القاف وقعت وسط الكلام، فهي مقلقلة لكنها أقل وضوحاً من كلمة الفلق، التي وقفنا عليها، الذي خلق القاف من كلمة، (خلقْ). في سورة القيامة: ﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ*وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ*أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ ﴾ [ سورة القيامة:1-3 ] القاف في كلمة أقْسم مقلقل قلقلة صغرى، وتكرر ذلك في كلمة أقْسم بالنفس. ﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ*وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ*وَالْتَفَّتْ السَّاقُ بِالسَّاقِ*إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ﴾ [ سورة القيامة:27-30 ] حرف القاف سكن بسبب الوقف، وبالتالي صار حرف قلقلة، إذاً القلقلة يا أخوة، تكون في حروف القلقلة، ( قطب جد)، سواء كان سكونها أصلياً، يعني وقفاً ووصلاً، أو سكن الحرف بسبب الوقف، هنا الآيات: ﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ*وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ*وَالْتَفَّتْ السَّاقُ بِالسَّاقِ*إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ﴾ ، هذه القافات في الوصل متحركة لكن عندما وقف عليها سكنت سكوناً عارضاً بسبب الوقف وبالتالي صارت حروف قلقلة، فإذاً نعيد القلقلة تكون في هذه الأحرف الخمسة، ( قطب جد)، سواء كان سكونها عارضاً للوقف أو كان أصلياً في الوقف والوصل، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.والحمد لله رب العالمين
موضوع: رد: صفة القلقلة في علم التجويد الثلاثاء فبراير 18, 2014 7:20 am
ام عبد الرحمن كتب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين، كنا قد درسنا كيفية خروج الحرف العربي، وميكانيكية خروج هذا الحرف، وفرقنا يا أخوة بين خروج الحرف العربي وهو ساكن، وقلنا بأن ذلك يتم بالتصادم بين طرفي عضو النطق هكذا مثلاً، (أَمْ)، عند نطقنا بالميم الساكنة، وأن الحرف العربي المتحرك يخرج بالتباعد بين طرفي عضو النطق هكذا، (مَ، مُ،مِ)، سواء كانت هذه الحركة فتحة أو ضمة أو كسرة، فإن طرفا عضو النطق أي يكونان في حالة التصاق ثم يبتعدان عن بعضهما، يصاحب هذا التباعد، انفتاح للفم مادام الحرف مفتوحاً، هكذا، (مَ)، ويصاحبه انضمامٌ للشفتين إن كان الحرف مضموماً، هكذا، (مُ)، ويصاحبه انخفاضٌ للفك السفلي إلى أسفل عند النطق بالحرف المكسور، هكذا، (مِ)، أما الحرف الساكن فكما قلنا يخرج بالتصادم بين طرفي عضو النطق.
لكن العرب كانوا يخرجون خمسة أحرف في لغتهم، إذا كانت ساكنة بالتباعد بين طرفي عضو النطق مع كونها ساكنة، مشبهة في ذلك الحروف المتحركة.
هذه الخمسة هي، القاف والطاء والباء والجيم والدال، جمعوها بقولهم: (قطب جد)، هذه التي تسمى بحروف القلقلة، هذه الخمسة يا أخوة، خالفت القاعدة الأصلية، عند سكونها لا تخرج بالتصادم، يعني الباء إذا كانت ساكنة لا تقول العرب، (أَبْ)، هكذا بالتصادم، وإنما يقولونأَبْ)، يعني يخرجونها بالتباعد بين طرفي عضو النطق، هكذا، (أَبْ)، تبتعد الشفتان كأن الحرف متحرك مع كونه ساكن، هذه الخمسة فقط، بدل أن يقولوا، (أطْ)، يقولون، (أطْ)، بدل أن يقولوا، ( أجْ)، في الجيم، يقولون، (أجْ)، بدل أن يقولوا، ( أدْ)، في الدال يقولون، (أدْ)، بالتباعد بين طرف اللسان و ما يحاذيه من مخرج الدال، هكذا، (أدْ)، ولا ينطقونها، (أدْ)، لا يقولون، (قل هو الله أحدْ)، لا تفعل العرب ذلك بل يقولون، (أحدْ، الله الصمدْ)، هكذا بالتباعد بين طرفي عضو النطق.
إذاً خمسة أحروف في لغة العرب حالة سكونها تخرج بالتباعد بين طرفي عضو النطق لا بالتصادم مخالفة للقاعدة الأصلية، سمى العلماء هذا العمل القلقلة، وإنشاء الله نشرحه في درسنا القادم، ننظر على الشاشة فنجد تعريف القلقلة في اللغة وهي: الحركة والاضطراب، وعند المجودين هي إخراج حرف القلقلة حالة سكونه، ونؤكد على حالة السكون بالتباعد بين طرفي عضو النطق دون أن يصاحبه انفتاح للفم أو انضمام للشفتين أو انخفاض للفك السفلي، والأحرف التي تقع فيها هذه الصفة خمسة جمعهم العلماء بقولهم، (قطب جد)، هذه الخمسة إذاً تخرج بالتباعد كما قلنا ولا تخرج بالتصادم، هكذا مثالاً في سورة الفلق (الفلق، وقب، حسد)، لا يقولون، (الفلق وقب، حسد)، لا تفعل العرب ذلك، بل يخرجونه بالتباعد كما ذكرنا، وسموا هذا العمل بالقلقلة ونشرح في الدرس القادم لما سمي بالقلقلة إن شاء الله. هل أداء القلقلة واحداً إذا كان الحرف موقوف عليه أو كان حرف القلقلة في وسط الكلمة؟ يختلف الأداء قليلاً، العلماء رحمهم الله بينوا وميزوا الفرق بين نطق حرف القلقة إن كان أخر حرفٍ في الكلام، وبين إن كان نطقه إن كان ضمن الكلام، يعني مثلاً لما يقول الفم: قل هو الله أحد، أحدْ، ليس بعد الدال حرف، فالدال وقلقلتها تخرج واضحة جلية، لكن لما يقول الفم: لم يلد ولم يولد، يلدْ، الفم مباشرة يريد أن يتهيأ إلى الواو التي بعد الدال، فلذلك تكون القلقلة أقل وضوحاً من، (ولم يولد)، الدال الثانية التي وقفنا عليها.
إذاً عندما يكون حرف القلقة وسط الكلام أو الكلمة يكون وضوحه أقل، لذلك قسم العلماء مراتب القلقة إلى مرتبتين كما نرى في اللوحة، القلقلة تكون كبرى وتكون صغرى، تكون القلقلة كبرى عندما يكون حرف القلقلة موقوفاً عليه وذلك نحو قوله تعالى، (ولم يولد، الفلق، الحساب)، لأن ليس بعد حرف القلقلة شيء فيخرج الحرف واضحاً جلياً، أما إن كان حرف القلقلة وسط الكلمة والكلام فيسمي العلماء تلك القلقلة صغرى وهو حرف القلقلة في تلك الحالتين مقلقل لكن وضوحه أكبر إن لم يكن بعده شيء، القلقلة الصغرى من أمثلتها القاف من كلمة، (يقطعون)، والدال من كلمتي، (قد أفلح)، لأن الفم ينطق الدال وينتقل مباشرة إلى نطق الهمزة من كلمة أفلح، والله أعلم.
القلقلة الكبرى والصغرى، واضحة جلية في كلتا الحالتين لكن الأمر دائر بين واضح وأوضح، مثلاً: (أقرأ باسم ربك الذي خلق)، هذا المقطع فيه قافين، القاف من كلمة أقْرأ، والقاف من كلمة، الفلق، كلمة، (أقْرأ)، القاف وقعت وسط الكلام، فهي مقلقلة لكنها أقل وضوحاً من كلمة الفلق، التي وقفنا عليها، الذي خلق القاف من كلمة، (خلقْ). في سورة القيامة: ﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ*وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ*أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ ﴾ [ سورة القيامة:1-3 ] القاف في كلمة أقْسم مقلقل قلقلة صغرى، وتكرر ذلك في كلمة أقْسم بالنفس. ﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ*وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ*وَالْتَفَّتْ السَّاقُ بِالسَّاقِ*إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ﴾ [ سورة القيامة:27-30 ] حرف القاف سكن بسبب الوقف، وبالتالي صار حرف قلقلة، إذاً القلقلة يا أخوة، تكون في حروف القلقلة، ( قطب جد)، سواء كان سكونها أصلياً، يعني وقفاً ووصلاً، أو سكن الحرف بسبب الوقف، هنا الآيات: ﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ*وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ*وَالْتَفَّتْ السَّاقُ بِالسَّاقِ*إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ﴾ ، هذه القافات في الوصل متحركة لكن عندما وقف عليها سكنت سكوناً عارضاً بسبب الوقف وبالتالي صارت حروف قلقلة، فإذاً نعيد القلقلة تكون في هذه الأحرف الخمسة، ( قطب جد)، سواء كان سكونها عارضاً للوقف أو كان أصلياً في الوقف والوصل، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.والحمد لله رب العالمين