ام عبد الرحمن صاحبة المنتدى
عدد المساهمات : 2536 نقاط : 20294 السٌّمعَة : 14 تاريخ التسجيل : 23/03/2011 العمر : 58
| موضوع: علم التجويد الأحد مارس 23, 2014 6:28 am | |
| [size=32]الدرس الأول: مقدمة في مبادئ علم التجويد [/size]
إسمه: علم التجويد.
موضوعه: يختص بآيات القرآن الكريم.
ثمرته: ثمرة تعلم علم التجويد هي: صون اللسان عن اللحن خفيه وجليه إبتغاء الأجر والثواب من الله ، وذلك أدعى للتدبر والخشوع.
واضعه: واضع علم التجويد من الناحية النظرية: يقال أنه الخليل بن أحمد الفراهيدي ، وقيل أنه أبو الأسود الدؤلى ، وقيل أنه ........ أما من الناحية العملية التطبيقية : فإن أول من قرأ القرآن بالتجويد هو الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو بذلك الأسوة الحسنة لأمته من بعده.
حكمه: قراءة القرآن بالتلقي مجوداً هو فرض عين على كل مسلم (أي يجب على كل مسلم بعينه ذلك، فإن ترك تجويد القراءة يأثم) أما معرفة قواعد وأحكام التجويد من الناحية النظرية فإنه من فروض الكفاية.
هنا تنبيه: ما الفرق بين فرض العين وفرض الكفاية ؟؟ الإجابة: فرض العين هو الفرض الواجب على كل مسلم بعينه ، لا يحل أن يتركه أحد ، مثل: الصلوات المفروضة في وقتها ، وصيام شهر رمضان ، وهكذا ... أما فرض الكفاية فيكفي أن يؤديه البعض ليسقط عن الآخرين فإن امتنعوا كلهم عن فعله أثموا جميعا ، وذلك مثل صلاة العيد.
أركان القراءة الصحيحة : الركن الأول : موافقة القراءة لوجه من وجوه اللغة العربية وإن كان ضعيفاً. مثال: "وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين" ... هذه الآية فيها وجهان فى قراءة حرف كلمة (العين) الأولى : احدهما بالنصب بتحريك النون بالفتح على إعتبار أنها معطوفة على (النفس) المنصوبة بحرف (أنَ) ، ووجه آخر برفعها وتحريك نونها بالضم على اعتبار أن جملة (العين بالعين) هي جملة تقريرية جديدة غير متعلقة بما قبلها في الإعراب ... وكلا الوجهين صحيح ويوافق اللغة العربية. الركن الثاني: موافقة القراءة لرسم المصحف العثماني ولو إحتمالا مثال: (ملك يوم الدين) بإسقاط الألف الخنجرية المرسومة بين الميم واللام من كلمة (ملك) في رسم المصحف فتقرأ (ملك) ، أو إثباتها في القراءة ، فتقرأ (مالك) ... وكلاهما قراءة صحيحة جائزة.
قواعد القراءة الصحيحة: لقراءة القرآن قراءة صحيحة يلزمنا أربعة أمور: أولاً: معرفة مخارج الحروف ثانيا: معرفة صفات الحروف ثالثا: معرفة ما يتجدد من أحكام عند ترتيب الحروف رابعا: رياضة اللسان والتكرار
تفصيل ذلك: بالنسبة للمخارج والصفات فإنها تدرس فى باب منفصل يأتي فيما بعد بإذن الله ، وبالنسبة لمعرفة ما يتجدد من أحكام عند ترتيب الحروف فيدخل فيه أحكام النون الساكنة والتنوين والميم الساكنة ، وما شابه. وبالنسبة لرياضة اللسان فإنها تضبط اللسان مع كثرة المران و التطبيق العملى للأحكام النظرية ، ولذلك نجد البعض ممن يعلم الأحكام النظرية للتجويد تمام العلم ، ولكنه عندما يقرأ تجده لا يحسن تطبيق الأحكام ويظهر منه اللحن الخفي أيضاً ، وذلك لأنه لم يدرب نفسه على تطبيق الأحكام ولم يروض لسانه بالقراءة ... فأمثال هذا يحتاج إلى كثرة التمرين حتى يؤتي العلم ثمرته.
مراتب القراءة: هي ثلاث مراتب من حيث سرعة القراءة: الأولى: [size=32]التحقيق: القراءة بإطمئنان وتؤدة بشيئ من المبالغة المحدودة من غير مبالغة أو نقص مع إعطاء الحروف حقها ومستحقها ، وتفيد فى أول التعليم وهي أدعى للتدبر ، وهذه مثالها قراءة الشيخ الحصري في المصحف المعلم.[/size] الثانية: [size=32]الحدر : هو الإسراع فى القراءة مع مراعاة أحكام التجويد بدقة تامة ، بدون تقصير فى المدود أو الغنن مثلا ، وهذه تستعمل خصوصاً فى ختم القرآن فى رمضان ، وأيضاً فى المراجعة لحفظة القرآن لكونها توفر الوقت. الثالثة: [size=32]التدوير:[/size] هو مرتبة متوسطة بين التحقيق والحدر. أما [size=32]الترتيل:[/size] فهو القراءة بفهم وتدبر مع إعطاء كل حرف حقه ومستحقه ، ويشمل جميع المراتب الثلاثة السابقة فمن يقرأ بالتحقيق أو الحدر أو التدوير كل هؤلاء يرتلون ترتيلا[/size]
علمنا في البداية أن ثمرة علم التجويد: صون اللسان عن اللحن فى القراءة ، وهنا يلزم معرفة اللحن وأنواعه: [size=32]اللحن: اللحن: لغةً: هو الخطأ أو الميل عن الصواب. اللحن: إصطلاحا: هو الخطأ فى نطق الكلمات القرآنية سواءا كان فى الإعراب أو التجويد.
واللحن نوعان: [size=32]لحن جلي:[/size] خطأ يطرأ على اللفظ فيخل بعرف القراءة سواءا أخل بالمعنى أو لم يخل ، وسمي جلياً لكونه معلوما من المتخصصين فى العلم وكذلك عامة الناس لا يخفى عليهم. مثال: "صراط الذين انعمتَ عليهم" بضم تاء أنعمت (أنعمتُ) ، وهذا خطأ بين فى القراءة والمعنى ، بل قد يكفر فاعله خصوصاً إذا تعمد ذلك. واللحن الجلي يكون فى الحروف والكلمات مثال ذلك فى الحروف: بإبدال الضاد دالا مثلا مثال لذلك : كلمة (راضية) هناك من يقرأ ضادها دالاً ، فتصير (رادية) وهذا فيه تغيير واضح للمعنى فيصبح هلاكاً بدلاً من الرضا المراد من كلمة (راضية) مثال آخر: إبدال السين صاداً فى كلمة (عسى) ، فتصبح (عصى) ، وبذلك يختلف المعنى أيضاً ومثلها أيضاً في اللحن إبدال ذال كلمة (محذورا) ظاءاً فتصبح (محظورا) ، ولا يخفى ما لذلك من تأثير على المعنى المقصود بتغييره وتحريفه ... نسأل الله العافية.
وهناك أيضاً لحن في المدود: بزيادة المد أو نقصه عن القدر المطلوب في موضعه مثال: (لتسألن) عند مد اللام الأولى في القراءة تصبح (لا تسألن) وهذا لحن يغير المعنى المقصود تماماً فيجعلها على النفي بدلاً من التوكيد المراد.
وهناك اللحن فى الحركات (التشكيل): مثل كلمة (الجنة) بفتح الجيم: هي الحديقة ، إذا قرأت بكسر الجيم تغير المعنى المقصود : الشياطين ، وإذا قرأت بضم الجيم يتغير المعنى المقصود: الوقاية.
وهناك اللحن بتحريك الساكن أو تسكين المتحرك
أيضاً هناك لحن جلي لا يخل بالمعنى : مثل ضم هاء لفظ الجلالة أو فتحها فى (الحمد لله) هذا كله من اللحن الجلي.
وحكم اللحن الجلي شرعاً: هو التحريم ، خصوصاً إذا تعمد القارئ ذلك
[size=32]لحن خفي: [/size]هو خطأ يطرأ على اللفظ فيخل بعرف القراءة ولا يخل بالمعنى أو هو خطأ يطرأ على تجويد الحروف ، وسمي خفياً لأنه يخفى على عموم الناس ويعرفه أهل التخصص فى هذا العلم أقسام اللحن الخفي: لحن خفي يطلع عليه عامة القراء: مثل تطويل المدود أو تقصيرها عن القدر المطلوب لحن خفي لا يطلع عليه إلا مهرة القراء: مثل تكرير الراءات وكذا تغليظ اللامات كما سيأتي بيانه فى صفات الحروف بمشيئة الله وأيضاً ترعيد الصوت فى المد : بجعل الصوت يخرج مهتزاً كأن القارئ مصاب بقشعريرة أو برد شديد. وكذا تطنين النونات : وهى المبالغة فى النونات أو تغيير زمن الغنة وهناك أيضاً ترقيص المدود : والترقيص هو زيادة حركات المد بخفض الصوت وتعليته كأنه أمواج وكذلك التحزين في القراءة: والمقصود قراءة القرآن فى سمت حزين مفتعل ، لكون ذلك مظنة الرياء ، أما إذا كان التحزين طبيعياً ونابعاً من تدبر المعاني والخشوع فلا بأس بذلك. ومن اللحن الخفي أيضاً التطريب : وهو زيادة الصوت فيما يشبه الطرب مثل القراءة بالمقامات الموسيقية وما شابه. ومنه في الأحكام : ضم الشفتين عند الإتيان بحرف الصاد ،وكذلك ترك الإطباق فى الحرف المطبق وكذلك عدم إعطاء أزمنة الحروف عند الرخاوة ، والبينية وكذلك النطق بالحرف المكسور بين الكسرة والفتحة ، مثل: (به) يجب كسر الباء جيدا قبل الهاء وكذلك إشباع الحركات بقدر زائد عن الحاجة أو المبالغة فى نبر الهمز الساكنة كأنها مقلقلة
وحكم كل هذه الأشكال من اللحن شرعاً : اختلف فيه العلماء بين الحرمة والكراهة.
سألت الأخت (أم مهند وصهيب ) في نهاية الدرس عن كتاب جيد في علم التجويد ، فنصحتني بكتاب "عون المعلم والمتعلم في علم التجويد" لمؤلفته / سلوى شلبي ، ومدحت الكتاب وسهولة إسلوبه وتنظيمه ... أسأل الله أن ييسر لنا تناوله. وجزى الله أختنا (أم مهند وصهيب) خيراً على مجهودها معنا فى التحفيظ والتعليم ، وأسأل الله أن يديم علينا وعليها نعمته وأن يفتح لنا ولها من فضله أبواب العلم والرزق. والحمد لله رب العالمين[/size] | |
|